كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت خنيس بن حذافة السهمي، فلما تأيمت عرضها عمر على أبي بكر فلم يرد عليه، ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عثمان: ما أريد أن أتزوج اليوم؛ فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة"، ثم اعتذر إليه أبوبكر بَعْدُ بأنه ما كان له أن يفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة في السنة الثالثة من الهجرة، ثم طلقها فأمره الله بردها فردها.
توفيت في شعبان 45هـ، في خلافة معاوية وهي ابنة ستين سنة.
فضلها
عندما طلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل فقال له: "إن الله يأمرك أن تراجع حفصة، فإنها صوامة قوامة".
5. أم سلمة هند بنت أبي أمية – المعروف بزاد الراكب – المخزومية رضي الله عنها
كانت متزوجة من ابن عمها أبي سلمة.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال في السنة الرابعة من الهجرة، عندما خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم اعتذرت له بأنه مُصْبية وبأنها غيرى، فقال لها: أما أولادك فأولادي، وأما غيرتك فنسأل الله أن يُذهبها عنك؛ فأمرت ابنها سلمة أن يزوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل زوجها عمر، والراجح الأول؛ وهذا يدل على خطورة الولي في النكاح، فلا نكاح إلا بولي.
كانت أم سلمة من أجمل نساء العرب، قالت عائشة: حُدثت عن جمالها، فلما رأيتها كانت فوق ما وُصِفَ لي.
وكانت من عاقلات النساء، وقد أشارت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل عليها في الحديبية ولم تطب نفوس أصحابه بالتحلل بأن يخرج فيحلق ويذبح، فإذا رآه أصحابه تابعوه على ذلك، فكان ما تنبأت به.
توفيت أم سلمة رضي الله عنها سنة تسع وخمسين، وصلى عليها سعيد بن زيد، وقيل أبوهريرة، ودفنت بالبقيع وهي ابنة أربع وثمانين سنة.